العالج بالحجامة

الحجامة النبوية معجزة طبية.

الحجامة.. طب بديل لضمان صحة الانسان.

علم الحجامة هو أحد فروع الطب البديل ، حيث تُستخدم الأكواب المصنوعة إما من الزجاج ، الخيزران أو الفخّار ، و يتم تطبيق هذه الأكواب على الجلد ، و يؤمن المعالجون بالحجامة و بأهميتها فى تنشيط الدورة الدموية و تدفق الدم و علاج الكثير من الأمراض. و يعود أصل هذا العلم إلى قدماء المصريين منذ آلاف السنين ، حيث اُكتشف فى الكتب التاريخية القديمة أن قدماء المصريين كانوا يقومون بالعلاج بالحجامة. و مازالت الدراسات جارية لإكتشاف فوائد العلاج بالحجامة ، و قد وجدت الدراسات أنه يعطى أفضل نتيجة إذا تم استخدامه مع علاجات أخرى من الطب البديل مثل الوخز بالإبر الصينية و التمارين والتأمّل .

الحجامة سنة نبوية اوصى به المصطفى – صلّ الله عليه وسلم – حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِالمَلِكِ، حَدَّثَنَا عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ ابْنِ الغَسِيلِ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ شِفَاءٌ فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ.

فالتداوي بالحجامة كان امرا مستحبا لرسولنا الكريم – صل الله عليه وسلم – لما تحمله من فوائد علاجية وصحية عظيمة، وكانت ذروة ازدهارها في العصر الاسلامي.

تعد الحجامة من أقدم طرق العلاج في العالم، يعود تاريخها إلى أكثر من خمسة آلاف عام، فكانت أهم الوسائل العلاجية لكثير من حضارات العالم القديم، وتطبق من خلال وسائل بدائية متوافرة آنذاك، كالكؤوس المعدنية وقرون الثيران وأشجار البامبو، التي يتم تفريغها من الهواء بعد وضعها على الجلد عن طريق المص.

ولعل أقدم من عرف الحجامة وطبقها في العلاج، كان الفراعنة. فظهرت رسوم ونقوش تصور عملية الحجامة في مقبرة توت عنخ آمون، ومعبد كوم أمبو الفرعوني، إضافةً إلى وجود كؤوس معدنية، وقرون حيوانات تحوي ثقوباً لمص الدم. ويُعتقد أن المصريين القدماء أول من طبق الكؤوس الزجاجية في الحجامة، التي تقوم على تفريغ الهواء منها، بحرق قطعة من القطن أو الصوف عوضاً عن المص، لينقلوها لغيرهم من الشعوب كالسومريين والأشوريين.

وعُرفت الحجامة كذلك عند الصينيين القدماء، فورد في كتاب (الإمبراطور الأصفر للأمراض الداخلية)، وهو كتاب طبي مصنوع من الحرير عمره 4000 آلاف، اكتشف عام 1973 في مقبرة الأسرة الملكية هان في الصين، وصف دقيق للعلاج بالحجامة، التي كانت تدعى (طريقة القرن) نسبة إلي قرون الحيوان. في حين ذكرت كتب صينية أخرى طريقة الحجامة، باستخدام الكؤوس الزجاجية بدلاً من القرون، كما كانت الحجامة منتشرة قديماً في شبه القارة الهندية وعند الإغريق والرومان.

الحجامة عند العرب.

عرف العرب الحجامة قبل الإسلام نتيجة انتشارها في المجتمعات المجاورة لهم، حتى أنهم طوروا طريقة جديدة لها عرفت بحجامة دودة العلق. وهي دودة حمراء تعلق بالبدن لتمص الدم المحتقن في أماكن وضعها.
ولما جاء الإسلام أقرها وتداوى بها الرسول محمد، ما ساهم في انتشارها عند العرب المسلمين كسنة نبوية.
تحدث الأطباء العرب القدماء عن الحجامة في مؤلفاتهم، فذكرها الرازي بشكل مفصل، وعدد فوائدها وطرائق تطبيقها. وبيّن ابن سينا ثلاث فوائد لها، في حين قسمها الزهراوي إلى قسمين أساسيين: الحجامة بالشرط والحجامة الجافة، والأخيرة تستخدم في الأعضاء التي لا تحتمل الشرط عليها، كالكبد والطحال والثديين والبطن والسرة وموضع الكلى والورك. والغاية من إجرائها جذب الدم من عضو إلى عضو، كما أوضح بالرسم شكل المحاجم وطريقة تطبيقها.

الدراسات الحديثة والحجامة.

لقد كشفت العديد من الأبحاث والدراسات التي أجريت حول الحجامة أن لها فوائد عظيمة يجهلها الكثير من الناس، فالحجامة تؤدي دورًا مهمًا في تفعيل وظائف مختلف أعضاء الجسم وتقيها من الأمراض, فتخرج التالف والهرم من الكريات والشوائب فتزيد التروية الدموية لكل الأنسجة والأعضاء مما يخفف عن الكبد عبئًا كبيرًا فينشط لتأدية وظائفه بوتيرة عالية، كما أن هناك أبحاث ودراسات عن الحجامة توصلت وتحققت من نتائج جيدة عند الأطفال المصابين بالشلل الدماغي، وأيضاً التجارب والنجاحات المبشرة في علاج البدانة والأمراض المتعلقة بضعف المناعة في البدن وفي علاج حب الشباب المعقد.

ومن هذه الأبحاث يتضح أن الحجامة تؤثر على الكثير من أجهزة وأعضاء جسم الإنسان وتساعد على شفاء أمراض عصرية حديثة تمثل مشاكل صحية عويصة المعالجة بواسطة المضادات الحيوية والمهدئات بما تشكله من أضرار جانبية قد تؤدي لأمراض أكثر خطورة من المرض الأساسي وخصوصاً المفرطين في استخدام الأدوية والعقاقير الكيميائية، وسأحاول ذكر أهم ما أثبتته الأبحاث والدراسات الحديثة حول الحجامة وتأثيرها على مختلف نشاطات الجسم وبالتالي علاجها لكثير من الأمراض.

أنواع الحجامة.
الحجامة الرطبة:الحجامة الرطبة أو الحجامة الدامية وهي شقّ الجلد بواسطة مشرط، ثمّ وضع الحجامة على الأماكن التي تم فيها التشريط، ثمّ تفريغها من الهواء، وبالتالي يتخلص الدم من الميكروبات والأمراض المختلفة.
الحجامة الجافة: الحجامة الجافة أو حجامة الكؤوس وتكون شبيهة بالحجامة الرطبة لكن لا يتم شق الجلد، ويتم فيها نقل الأوساخ والميكروبات إلى الجلد، وتستخدم هذه الحالة عند الطب الصيني البديل.
الحجامة المتزحلقة: أو الحجامة الانزلاقية وهي تجمع بين الحجامة الجافة والرطبة، حيث يتم فيها دهن مواضع الجسم بالزيوت المختلفة مثل: زيت الزيتون، أو زيت النعناع، ثمّ تحريك كوب الحجامة لتجميع الدم الفاسد تحت الجلد.

الحجامة تخطف الأضواء في أولمبياد ريو.

خطفت بقع حمراء داكنة على أكتاف عدد من الرياضيين الأضواء في أولمبياد ريو، وأثارت الفضول وطرحت العديد من التساؤلات حول أسبابها.
وتركزت الأنظار في أولمبياد ريو على أسطورة السباحة الأولمبية، الأميركي مايكل فيلبس، الذي شارك في 5 دورات أولمبية، بما في ذلك المنافسة الحالية، وحقق 23 ميدالية بينها 19 ذهبية حتى الآن.
ولم يكن فيلبس الأميركي الوحيد الذي ظهرت على جسده الدوائر الحمراء التي تتركها عملية الحجامة، بل ظهرت على جسد مواطنه لاعب الجمباز أليكس نادور، المشارك في أولمبياد ريو.
وذكرت صحيفة “دايلي مايل” البريطانية أن عددا من الفرق الأولمبية الأمريكية المشاركة في أولمبياد ريو 2016 استعانت بطريقة “الحجامة” التي تصنف ضمن طرق “الطب البديل”.
وبداية استخدام الحجامة في الولايات المتحدة كانت قد ظهرت مع بعض المشاهير، مثل الممثلة الأمريكية جنيفر أنستون التي لجأت للحجامة. وانتشرت طريقة العلاج لتصل بعض الفرق الأمريكية المشاركة في الأولمبياد. والتقطت وسائل الإعلام صورا لنجوم المنتخبات الأمريكية وعلى ظهورهم وأكتافهم آثارا للحجامة.
ويقول ندور لصحيفة “يو.أس.إي توداي” إن الحجامة “توفر الراحة من الألم الناجم عن الجمباز. هي السر في مساعدتي في المحافظة على صحتي الجيدة هذه السنة. كانت أفضل من أي علاجات أخرى. ساعدتني لتخطي آلام مبرحة”.
وأوضح قائد المنتخب الأميركي للجمباز كريس بروكس أن عددا من أعضاء فريق المنتخب الأميركي يستخدمون أيضا الحجامة دون مساعدة أحد.
كما نشر فيليبس على صفحته في موقع “إنستغرام” صورا له حيث تقوم مواطنته أليسون شميدت، حاملة ثلاث ذهبيات في أولمبياد لندن الاخير، بوضع الأكواب على قدميه.
وتظهر ألعاب ريو دي جانيرو لجوء الرياضيين إلى هذه الوسيلة من الطب البديل، لمعالجة التشنج العضلي وآلام المفاصل والزكام والآلام المعوية ومشكلات الجلد والتنفس.
ولجأ عدد كبير من الرياضيين إلى الحجامة على غرار الملاكم الأميركي فلويد مايويذر وبطل كرة المضرب البريطاني أندي موراي ومواطنه بطل الملاكمة أمير خان.

لماذا يلجأ الرياضيون إلى الحجامة؟

ويقول رياضيون إنهم يعتمدون على الحجامة لتخفيف الإجهاد والآلام، ولتساعدهم في التعافي من الجهود العضلية التي يبذلونها خلال التدريب والمنافسات.
وهناك العديد من التقنيات التي يستخدمها الرياضيون للتخلص من الأعراض السابقة، مثل حمامات الثلج والساونا والمساجات الرياضية، لكن الحجامة، وحسب ما قال نادور لموقع “يو إس إيه توداي” كانت “أفضل من أي شيء آخر جربه”.
وأضاف نادور “كان ذلك السر الذي استخدمته خلال العام الماضي للحفاظ على صحتي.. لقد وقاني من كثير من المتاعب”.
ويبدو أن فيلبس يعتمد تقنية الحجامة منذ وقت طويل، فقد نشر منذ حوالي العام صورة له على إنستاغرام خلال إجراء عملية الحجامة له من قبل الطاقم الطبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى