العلاج بالإبر الصينية

الطب الصينيّ

العلاجات في الطب الصينيّ:

يُعتبر الطّب الصيني التّقليدي (Médecine Chinoise Traditionnelle) واحداً من أقدم الأنظمة العلاجيّة على كوكب الأرض، وقد نشأ في الصّين القديمة، وتمّ تطبيقه بشكل عمليٍّ وتطويره باستمرارٍ خلال آلاف السنوات الماضية، ويستخدم مُمارِسو الطب الصيني طبّ الأعشاب والعديد من تدريبات الجسم والعقل لعلاج المشاكل الصّحيّة ومنع حدوثها. ويمكن اعتبار هذا النّوع الفريد من الطّب طبّ العلاقات الاستثنائيّة؛ حيث إنّه يلاحظ ويراقب كيف يعمل كل شيء في الحقيقة ضمن المُستويات العميقة وغير المرئيّة، ومن ثمّ يتفاعل مع المستويات البدنيّة المرئيّة. ويُعتبر الطّب الصيني نظاماً متكاملاً في الطّب؛ فهو يتناول التّشخيص والتنبّؤ والعلاج الخاص بالمرض، وينظر الطّب الصيني لجسم الإنسان على أنّه نظامٌ مفعمٌ بالطاقة ضمن توازنٍ حركيّ. ومن الجدير بالذكر أنّ للطب الصيني حكمةً ثاقبةً في فهم وتحديد الحاجات الصّحيّة للفرد ممّا تجعله قادراً على توحيد الجسد والعقل والرّوح فيه.

أنواع العلاجات في الطب الصينيّ:

أثبت الإبر الصينية فعاليتها في علاج أمراض كثيرة وخاصة ما يتعلق بالتهاب المفاصل.

وقال هيلموت رويدينغر نائب رئيس الجمعية الطبية الألمانية للعلاج بالإبر الصينية ومقرها هامبورغ، إن العلاج بهذه الإبر يساعد أساسا في حالات الآلام الشديدة والمزمنة مثل الصداع النصفي والتهاب المفاصل وأيضا في حالات التوتر والربو…

كما تكافح الإبر الرفيعة، التي تدخل إلى الجلد وتصل إلى ما تحت الجلد من أنسجة، أنواعا من الحساسية وآلام الطمث وحالات الاكتئاب المتوسطة الشدة.

يُستخدم الطب الصينيّ لعلاج العديد من الأمراض؛ مثل: الصداع –  الصداع النصفي –  القولون العصبي –  التحكم في الآلام الحادة والمزمنة –  آلام الظهر والرقبة والأكتاف –  اضطرابات ما بعد الصدمات، وبعد عمليات الشلل اللفائفي –  تشنج العضلات –  تهيجات الجهاز الهضمي –  القلق –  الربو –  الاكتئاب –  التوتر والإرهاق –  عرق النسا –  التعب السريع –  اضطراب الدورة الدموية في الأطراف –  أنواع الدوخة وعدم التوازن في الأعصاب اللاإرادية –  طنين الأذن –  اضطرابات النمو عند الأطفال –  علاج قبل الولادة لتسهيل عملية الطلق –  آلام المفاصل –  الشلل، والشلل النصفي ومضاعفاته، وشلل الأطفال وشلل العصب السابع –  آثار الجلطة المكتسبة (فقدان القدرة على الكلام، وشلل نصفي) –  الروماتيزم بجميع أنواعه –  التهاب المفاصل –  التهاب كعب القدم –  آلام الظهر والرقبة والكعب والكوع –  التهاب العصب الخامس –  الإمساك، والإسهال –  أمراض الأنف، والتهاب الجيوب الأنفية –  مشكلات تأخر الأطفال (في الحركة – والكلام ) –  القلق والأرق والاكتئاب النفسي ووقف التدخين والإدمان –  عدم القدرة على الكلام (خلقي أو مكتسب) -تنظيم إفراز اللبن بعد الولادة، أمراض الجهاز البولي والهضمي والمراري – سلس البول، احتباس البول (العصبية، التشنج، الأثر السلبي للمخدرات) – أمراض الأذن، والعيون – ارتفاع وانخفاض ضغط الدم – فقدان التوازن – التنميل في أجزاء محددة أو في الأطراف – الشلل الرعاش – الرعشة اللاإرادية للأصابع والأطراف – تقوية وتنشيط الجهاز المناعي، وذلك من خلال الاستعانة بأنواع مُختلفة من العلاجات لاستعادة توازن تشي. ومن أساليب الطب الصينيّ في العلاج ما يلي:

الوخز بالإبر: (Acupuncture)

هو واحدٌ من أكثر علاجات الطب الصينيّ التقليديّ استخداماً، ويتمّ فيه إدخال إبر معدنيّة رفيعة ومُعقّمة لنقاط مُعيّنة في الجسم أو الأذن، لإعادة ضبط طاقة الجسم –تشي- بهدف إعطاء الجسم فرصةً ليتعافى بنفسه؛ وذلك من خلال إزالة الانسداد الحاصل في مسارات الطاقة الرئيسيّة، وبالتالي مُساعدة تشي على التدفّق بسلاسة. ويُعتبر العلاج بالوخز بالإبر غير مُؤلم نسبيّاً، ولكن يمكن أن يُرافقه شعورٌ بالثّقل أو الدّفء أو حركة الطّاقة في النّقطة التي تمّ إدخال الإبرة بها أو على طول ممرّات ومسارات الطّاقة. ومن الجدير بالذّكر أنّ نجاح العلاج يعتمد بدرجة كبيرة على مهارة أخصائي العلاج بالوخز، وإذا كانت تردّدات طاقته تتناسب مع تردّدات طاقة المريض أو لا.

الضغط الإبريّ: (Acupression)

وذلك بالضغط المباشر باليدين أو الأصابع على نقاط معيّنة من خطوط الطاقة في الجسم، ويُسمّى النّوع المُعتَمد من الضّغط الإبري و توييناه (بالصّينيّة: twee nah) وتعني التّدليك (Massage) ، والذي يستخدم اليَدين وربّما بعض الأدوات لتحفيز نقاط معيّنة تعمل على فتح مسارات تشي المسدودة. ويُعتبر الضّغط الإبري فعّالاً في كثيرٍ من الحالات؛ كالإصابات الرّياضيّة والالتواءات البسيطة. ومن الجدير بالذكر أنّه أسهل استخداماً من الوخز بالإبر ويمكن استخدامه مع الوخز بالإبر في الوقت ذاته.

العلاج بالأعشاب: (Thérapie à base de plantes)

اعتمد الطّب الصيني التّقليدي على العلاج بالأعشاب وقام بتمييز وتصنيف الخصائص الأساسيّة لآلاف الأعشاب، وكيفيّة تأثيرها على الجسد والعقل والرّوح، وهناك العديد من الأشياء التي تُصنّف ضمن مجموعة أعشاب الطب الصينيّ التقليديّ ومنها؛ التّراب، والأحجار، والعظام، والحشرات، وأجزاء متنوّعة من الحيوانات، بالإضافة إلى أجزاء النّباتات الشّائعة مثل؛ الأوراق، والأزهار، والسّيقان، والجذور. وعادةً ما يتمّ الاستفادة من الأعشاب بطريقة فريدة؛ حيث تُدمج أكثر من عشبة معاً لينتج مزيجٌ أقوى من تأثير العشبة الواحدة؛ إذ إنّ كل عشبة لديها مهمّة معيّنة في الجسم، وبخلطها معاً يُحصل على الهدف المنشود.

العلاج بالغذاء:

ويُعتبر أوّل أساليب العلاج المتّبعة لمن يعاني من المرض، ولمن يحاول المحافظة على صحته أيضاً؛ حيث يعتقد الطب الصينيّ أنّ تناول الطعام الصحيّ يحافظ على صحة عملية الهضم عن طريق المحافظة على سلامة العضوَين الرئيسيَّين في عملية الهضم، وهما المعدة (Estomac) والطّحال (Rate)؛ إذ تهضم المعدة الطعام لتُزوّد الجسم بما يحتاجه من طاقة، في حين أنّ الطّحال يُوزّع الطعام. وفيما يلي بعض أفكار الطّب الصّيني المهمّة حول الهضم وكلّ من المعدة والطّحال. تناول الطّعام في أوقات منتظمة. تناول الطّعام المطبوخ؛ وذلك لأنّ الطب الصينيّ يعتقد أنّ الطعام غير المطبوخ وكذلك البارد يحتاج إلى طاقة أكبر لهضمه. تناول الأطعمة في موسمها والتي تنمو بالقرب من الموطن قدر المُستطاع؛ حيث تكون هذه الأطعمة طازجة وتحتوي على كميّة أكبر من الطاقة. إضافة الأعشاب للطعام لزيادة الحيوية.

 الحجامة: (Ventouses)

والتي تستخدم الهواء الدّافئ في الكؤوس الزجاجيّة لعمل شفطٍ في مناطق مُعيّنة من الجسم، للمساعدة على تحفيز حركة تشي.

الكيّ: (Moxibustion)

وهي عمليّة حرق نبتة الشّيح (l’armoise) أو كما تُعرف بالصّين بموكسا (بالصّينيّة: moxa) فوق نقاطٍ أو مناطق معيّنة من الجسم، وتكون إمّا ملفوفة على شكل عصا (bâton)، وإمّا أن تكون حرّة على شكل مخروط (Cône). وبيّنت الدراسات الصينيّة أنّ عمليّة الكيّ ذات فوائد عديدة، منها؛ رفع كفاءة عمل الجهاز الهضميّ، وزيادة عدد كريات الدم البيضاء والصفائح الدموية. ومن الجدير بالذكر أنّ العلاج بالكيّ يُستخدم لعلاج مُتلازمة الألم ولتدفئة المناطق الباردة في الجسم.

 التمارين والتأمّل: (Exercice et méditation)

يُعتبر الكي كونج (بالصّينيّة: Qi Gong) أحد أشكال التمارين العلاجيّة الصينيّة التي تُركّز على التنفّس وحركة تشي لزيادة الانسجام البدنيّ، وتقوية السّلام الرّوحي والعاطفي، ولهذا النّوع من التمارين العديد من الفوائد منها؛ المحافظة على مستويات الكوليسترول، والمحافظة على ضغط دمٍّ مُنخفض، وتقليل التّوتر والاكتئاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى